وكالة مهر للأنباء - مهدي عزيزي(*): سورية وفلسطين جسد واحد وقلب واحد لذات الهموم الكبرى بما يتعلق بالأمة جمعاء، إذ ترفعان معاً لاءهما الكبرى في مواجهة صفقة القرن وسياسة الشطب والإلغاء الكوني في التأكيد على السياسة الوطنية.
ان إجراء الانتخابات في موعدها هي "انتصار للشعب السوري ولمكونات سورية الدولة والسيادة دون تدخل من أي سياق أجنبي أو استطالة تعبث في مكونات الوضع السوري،" وهو انتصار لحق وحقيقة سورية.
وعلى الرغم من كل ما حدث على هذه الجغرافية من محاولات للنيل من قلب العروبة النابض لم يدركوا أننا نذهب عميقاً في هذه الثقافة، وما صدهم هو هذه الثقافة والوجدان الجماعي لهذا الشعب السوري الذي أدرك بكل اقتدار وصبر أنه قادر على صد هذه الاعتداءات ليعلن هذا الاستحقاق فضاءً وسياقاً لانتصار حر معافى، رغم كل الاكراهات والحصار ومساحات التشظية والإلغاء والمحو فسوريا بصحو كامل لتعلن بضوئها الكاشف وحضورها الساطع أنها جديرة بالاحترام والتقدير.
امريكا وضعت سوريا كهدف استراتيجي لها بهدف رسم خارطة سياسية جديدة للشرق الأوسط تقتضي إنهاء حالات الممانعة
وضعت الولايات المتحدة الأمريكية الجمهورية العربية السورية كهدف استراتيجي لها بهدف رسم خارطة سياسية جديدة للشرق الأوسط تقتضي إنهاء حالات الممانعة، هذا ما تحدثت عنه الباحثة والمحامية اللبنانية بشرى خليل والتي أضافت: “سقطت معظم الحكومات العربية في فلك السياسة الأمريكية ماعدا سورية التي بقيت ملتزمة بثوابتها القومية، وهناك شواهد كثيرة على التحديات الكبيرة التي شهدتها سورية وأعظمها شأناً تلك التي ترافقت مع الحرب الكونية عليها.
ومع ذلك، كانت القيادة السورية حريصة على الثبات في الأرض وقهر الحروب عند التلاقي، أما الآن وقد شارفت المنازلة الكبرى على نهايتها بانتصار مؤزر لسورية سقط من خلاله الأمريكي وفشل في إنجاز خارطته للشرق الأوسط، ولكن الأهم هو ثمرة هذا الصمود العظيم والقيادة العبقرية، هو نهاية سياسة القطب الأوحد وولادة نظام تعددية الأقطاب، وولادة "محور المقاومة" الذي بدأت المؤشرات تؤكد على قيادته للمنطقة في المرحلة القادمة التي ستشهد بداية نهاية وتفكك الكيان الصهيوني.
كذلك ستشهد قيامة جديدة للمشروع القومي العربي في مواجهة المشروع الصهيوني بقيادة سورية والذي تحتم ضرورات نجاحه أن يكون قائده بشار الأسد.
وفي هذا الصدد اجرت وكالة مهر للأنباء، حوارا صحفيا مع رئيس اتحاد الصحفيين في سوريا "موسی عبدالنور"، واتى نص الحوار على الشكل التالي:
*كيف ترى تفاعل الشعب السوري مع بدء المراحل الاخيرة لانتخابات الرئاسة السورية ؟ وما هو دور الاعلام في هذه الانتخابات ؟
ان نشاطات والفعاليات التي يقوم بها الشعب السوري ما هي لايصال رسالة قبل الانتخابات وسوف تكون الكلمة الفصل في يوم الانتخابات، كما فعل المواطنين السوريين المغتربين في الخارج في الـ20 من هذا الشهر وقالوا كلمتهم.
ففي الـ26 من هذا الشهر سيقول الشعب السوري كلمته الاخيرة والحاسمة وسيوصل رسالته الى العالم اجمع، بانه لا يحق لاي دولة ايا كانت لا يحق لها التدخل في الشان السوري الداخلي، فهذا قرار سيادي بحت بالنسبة الى الشعب السوري.
لا يحق لاي دولة ايا كانت التدخل في الشان السوري الداخلي
الاعلاميون يتابعون المجريات والاحداث لحظة بلحظة، فهذه الانتخابات وهذه المرحلة هي معركة حقيقية كما المعارك الاخرى التي نجح الشعب السوري في الانتصار بها، ايضا الاعلام السوري هو جزء من هذه المعركة التي يهدف الشعب السوري من خلالها الى التصدي الى كل هذه الضغوط وكل هذه الحملات الاعلامية التي تستهدف بشكل مباشر هذه الانتخابات والسيادة السورية والشعب السوري بشكل كامل من خلال امبراطوريات اعلامية.
وانا اؤكد لكم ان الشعب السوري سيكون عند مستوى التحدي وسينجز هذا الاستحقاق وسينتصر في هذه المعركة وسينتقل الى معركة اخرى فالارهاب لم ينتهي، ويجب ان نقول انه يجب على المحتل ان يخرج من الاراضي السورية وان هذه الارض هي للسوريين.
وبالتاكيد سيتم طرد هذه القوة المحتلة والمغتصبة من الاراضي السورية بقوة الشعب السوري وبقوة جيشه وقيادته الحكيمة وبدعم من الاصدقاء.
*ما هو وجه الشبه بين الاحداث التي جرت في غزة وسوريا على الصعيدين الميداني والسياسي ؟
هو استهداف للجمهورية العربية السورية لتمسكها بالقضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية بالنسبة الى سوريا، ولا ننسى دعم سوريا للمقاومة، لذلك نحن حربنا على محرك ادوات العدوان وهي اسرائيل التي تحرك كل هذه الادوات، لانه هو استهداف للقرار السوري وللموقف المبداي بالنسبة الى سوريا.
فما يجري من احداث في قطاع غزة ومناطق اخرى من عدوان واعتداءات اسرائيلية على الاراضي السورية وعلى فلسطين وعلى المقدسات كله استهداف الى من يدعم القضية الفلسطينية.
سوريا تعبر عن موقفها بشكل واضح فبالرغم من كل سنوات الحرب فهي مازالت تدعم هذه القضية؛ ونلاحظ انه قبل ايام قام الرئيس بشار الاسد باستقبال الفصائل الفلسطينية واكد دعمه لهذه القضية لان المعركة واحدة في فلسطين ولبنان وسوريا؛ فهي ضد عدو واحد./انتهى/
(*) رئیس تحریر قسم الاخبار الدولية في وکالة مهر للانباء
تعليقك